تعاني مجتمعات كثيرة من معضلات النفايات والمخلفات، فمع تطور العالم الصناعي وتضاعف أعداد البشر، خصوصا خلال القرن السابق، ازدادت النواتج الثانوية التي ظهرت بأشكال وأنواع مختلفة؛ غازات أو نفايات صلبة أو سوائل.
أصبحت ظاهرة المخلفات واحدة من التحديات الرئيسية أمام الإنسان، خصوصا في حال التراكم، ما يحولها إلى وسط مثالي لتكاثر البكتيريا والجراثيم والفيروسات والقوارض، ويؤدى إلى انتشار الأمراض وتفشي الأوبئة الفتاكة، ويؤدي إلى أخطار بيئية وتلوثات كبيرة للماء والهواء والتربة، ما يجعل الإنسان مهددا بشكل حقيقي من خلال تعريض بيئته ومحيطه الحيوي إلى أخطار عديدة.
ولإن كانت هناك أنواع من المخلفات من السهل تدويرها، كالورق والأخشاب، إلا أن هناك أنواعا أخرى يحتاج التعامل معها إلى بنية تحتية مناسبة وترتيبات معينة، مثل المخلفات الصناعية والعضوية، ما يحتم بناء إدارة حقيقية للمخلفات، تبدأ بعملية التحكم بجمعها وتصنيفها، لتنطلق بعدها عمليات المعالجة والتدوير أو التخلص منها بطرق علمية لتقليص التأثير السلبي لتلك المخلفات على البيئة والمجتمع.
في مقابل ذلك، يمكن استخدام النفايات بشكل مباشر للحصول على وقود، أو إعادة معالجتها للحصول على نوع آخر من الوقود، وهو ما يطلق عليه “استرداد الطاقة”، أو “جلب الطاقة من النفايات “، وذلك من خلال تحويل المواد الصلبة والسائلة والغازية إلى طاقة عن طريق توليد البخار والتحول الحراري، أو تحويلها إلى الكربون المنشط وقوس البلازما. ولكن أفضل طريقة للتخفيف من المخلفات والنفايات هي بالتقليل من إنتاجها، والحد من الاستهلاك غير الضروري.
في هذا الإطار تدور الندوة التي يستضيفها منتدى عبد الحميد شومان ضمن محور “البيئة اليوم” الشهري، ويستضيف فيها نخبة من خبراء البيئة، يناقشون المخاطر والتحديات التي تفرضها المخلفات على إنسان اليوم، وطرق التخلص منها وتدويرها.
أصدقاء منتدى عبد الحميد شومان، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الإثنين 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، في محاضرة بعنوان “النفايات في العالم العربي: فرص ما تزال تسبب التلوث”، يحاضر فيها الدكتور أحمد جابر من مصر الذي يتناول “تحديات إدارة المخلفات وسبل توظيفها”، والدكتور هاني أبو قديس من جامعة العلوم والتكنولوجيا ويتحدث عن “مخاطر عدم تصنيف النفايات في الأردن”، والمهندس زياد أبي شاكر من لبنان وعنوان مداخلته “السبيل لخلق مجتمع صفر نفايات”. يقدمهم فيها ويدير الحوار مع الجمهور الدكتور معتصم سعيدان.
*الدعوة عامة.
Leave a Reply