حوارية وتوقيع رواية “غريب النهر” للروائي جمال ناجي
تستضيف مكتبة مؤسسة عبد الحميد شومان العامة ضمن برنامج قراءات في المكتبة واحتفالاً بمرور 30 عاماً على تأسيسها، حوارية وتوقيع رواية “غريب النهر” للروائي جمال الناجي، يوم الأربعاء 7/12/2016 الساعة 6:30 مساءً، تقديم هشام البستاني
رواية غريب النهر للروائي الأستاذ جمال ناجي الصادرة عن الدار العربية للعلوم – ناشرون في بيروت 2012 أدرجت مؤخرا ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الجديدة 2014 من بين 334 عملا أدبيا عربيا
تشكل مفصلا مهما في مسار الأدبيات التي تناولت القضية الفلسطينية في علاقتها العضوية بمحيطها العربي ، إذ إنها تمزج بين فانتازيا النفير الفلسطيني واستحقاقات البقاء من أجل استرجاع الحقوق، وتقدم الواقع الفلسطيني انطلاقا من حواضنه العربية وروافعه الوطنية التي تنقل يقين الآباء إلى الأبناء والأحفاد ( ما قد ينساه الآباء هو بالضبط ما يريد الأبناء والأحفاد أن يتذكروه )
أبطال غريب النهر هم أفراد من عائلة واحدة يعود أصلها إلى قرية فلسطينية ، يعايشون مراحل ضياع الوطن ومنعطفات السياسة وشتات العائلة الواحدة في أصقاع الأرض ، وهي العائلة التي تتعدد جنسيات أفرادها وتتشعب ولاءاتهم ، ويعايشون عصرهم ويحاكمونه بطرق متعددة، وفي أماكن تترك بصماتها على ألوانهم وأساليب تفكيرهم وسلوكهم
اللافت في هذه الرواية أن شخصيتها الرئيسة ( عمي اسمعين ) تزدري السياسيين الذين دأبوا على إخضاع مصالح الأوطان لحساباتهم التي أدت إلى مزيد من التنازلات عن الأرض وتصفهم بعسر الخيال ، لأنهم يجزئون الحقوق ويعتقدون بقدرتهم على التلاعب بثوابت الأوطان ، وربما يمثل هذا الازدراء ردا إبداعيا استباقيا واستشرافا مبكرا لما يحاك من خطط لتصفية القضية الفلسطينية . هذا الموقف لا يظهر على شكل تصريح مباشر ، إنما هو يمثل المحصلة المنطقية لسلوك شخوص الرواية في سياق ممارساتها اليومية وأحلامها وطموحاتها ومعرفتها بالعقلية الإسرائيلية التي لا تتنكر لحقوق أصحاب الأرض وحسب إنما أيضا ترفض دفن موتاهم في بلادهم بذريعة أن هذا الدفن ( يتعلق بسيادة اسرائيل على ما فوق الارض وما تحتها ، وأن السماح بالدفن يعد بوابة للمطالب الفلسطينية بحق العودة ، لأن ذلك سيعني اعترافاً بوجود حق للميت ولورثته وكل أهالي قريته في تلك الأراضي، وفي مثل هذه الحالة ، لا فرق بين الأحياء والأموات ، لأن الحياة والموت ليسا هما الموضوع ، إنما ارتباط الفلسطيني بتلك الحقوق 97)
ويستخدم الروائي في عمله هذا تقنية تحطيم التتابع الزمني التقليدي زمن جديد ذي إيقاع تناقلي يفضي إلى مفارقات تبدو غريبة للوهلة ، لكنها في الرواية تتحول إلى حقائق يصعب التشكيك في إمكانية حدوثها ، حيث تعبر الشخصيات ممرات إجبارية أملتها ظروف الواقع الفلسطيني ، لكنها تجترح مخارجها الخاصة التي تمزج بين مفارقات الشتات واستحقاقات البقاء ، وبين غرائب التحولات الإنسانية وأبعادها النفسية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك نجاحات تلك الشخوص وإخفاقاتها وقوتها وضعفها أمام المنعطفات الحادة
ملاحظة: الدعوة عامة
- This event has passed.
Leave a Reply