ما تزال العولمة تعمل بهمة عالية داخل الدول، وتؤثر كثيرا في المجتمعات، وذلك من خلال جعلها العالم قرية صغيرة مفتوحة على جميع أشكال المعرفة.
في الثورة الحديثة التي قادتها الاتصالات خلال العقود الثلاث الأخيرة، تقدمت الثقافة الغربية المشهد، بصفتها الثقافة الأقوى والأكثر حضورا، ما أدى في كثير من الأحيان إلى زعزعة الثقافات الوطنية، وأحيانا دحرها وجعلها أقل حضورا أمام هجمة الثقافة الغربية الطاغية.
هذا الأمر مرتبط أيضا بالهوية، فالهوية في تعبيراتها العديدة هي خليط من الأنماط والتجليات الثقافية الموجودة في مجتمع ما، وحين تغزو ثقافة ما مجتمعا معينا، فلا شك أن هويته تصبح محط استهداف، وصولا إلى ضعفها، وأحيانا إلى تفككها وتلاشيها.
المتغيرات كثيرة في عالم اليوم، والتهديدات التي تفرضها العولمة متنوعة، خصوصا مع ضعف السلطة المركزية التي كانت تتمتع بقوة كبيرة على مدى قرون عديدة. هذا الضعف أدى، من ضمن تجلياته، إلى تفتيت كثير من الدول نتيجة نهوض الهويات الفرعية وتعزيزها، ومحاولة بناء منظومات أخرى من الأمن والانتماء بسبب العنف والنزاع الذي اجتاح عددا من البلدان.
هذه التجليات وغيرها، هي محور محاضرة الدكتور عبد الإله بلقزيز في منتدى عبد الحميد شومان، حيث يستعرض التأثيرات التي جاءت بها العولمة، والطرق التي عملت بها لإضعاف الثقافات الوطنية، وتعزيز الثقافات الغازية والقوية، وصولا إلى تهديد الهويات الوطنية.
أصدقاء منتدى عبدالحميد شومان، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الإثنين 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، في محاضرة المفكر المغربي الدكتور عبدالإله بلقزيز، تحت عنوان “أزمة الهوية في عصر العولمة”، يقدمه فيها للجمهور ويدير الحوار الدكتور علي محافظة.
*الدعوة عامة.
Leave a Reply