منذ أن كان يغازل دروب العدنانية الكركية الجنوبية، تشبث بالمتنبي، وظل يسامره في الليالي الطويلات، باحثا في قصائده الكثيرة عن نهاية لليل طال من غير أن ندرك له نهاية.

وهو الغساني الذي ظل وفيا لأجداده الذين عمّروا جنوب الأردن، غير أن مأرب، كذلك، ظلت تغازله، ولم يجد منها فكاكا سوى أن يمنح قلبه لأرض العروبة.
هذا هو خالد الكركي، ومحاضرته المقبلة، هي عن الذات والوطن.. وعن الأمة وما آلت إليه اليوم من هوان، فيما الغريب يستعدى على قصعتها من دون أن تستطيع ردا. وهي محاضرة، أيضا، عن المستقبل الذي لا تبين طلائعه لأمة غرقت في التنازع والتباغض.

الكركي في هذه المحاضرة، وكعادته، يستعين بابن سقاء الكوفة، أحمد بن حسين الجعفي، المتنبي، صديق الطفولة والشباب والكهولة، فما من أحد يستطيع أن يلم وجع الحروف حين يستعرض الواقع كما يفعل المتنبي، وما من أحد يقدر على جمع أطراف حديث المتنبي مثل خالد الكركي. كلاهما ابتليا بحب الأمة، ونقشا حروف العربية وجعا على حال لا تسرّ صديقا.

غير أنه ما من سوداوية في الأمر، فـ”حتام نحن نساري النجم في الظلم”، تعبير عن كفاية الذل والهوان، ورغبة في التطلع نحو مستقبل يليق بأبناء هذه الأمة التي سطعت شمسها ذات يوم على العالم كله. وبذلك، فالكركي حين يستفيض باستعراض واقع مأزوم وليل طويل، لا ينسى أن يتطلع نحو الأمام، للمستقبل الذي لا بد أن يكون كما يطمح شبابها، وإلا فإننا نحكم على أمة كاملة بالفناء.
والكركي، السياسي والأكاديمي والشاعر والمثقف والإداري الناجح، هو الأقدر على عرض حال الأمة، وسبل النهوض بها.

أصدقاء منتدى عبد الحميد شومان، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الإثنين 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، في محاضرة لرئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور خالد الكركي بعنوان “سبعون.. حتام نساري النجم في الظلم”، يقدمه فيها ويدير الحوار وزير التربية والتعليم د. عمر الرزاز.

*الدعوة عامة.

ملاحظة: يمكنكم الانضمام إلى ندوة ضيف العام بعنوان “خالد الكركي مثقفاً وسياسياً”، وذلك يوم السبت 7/10/2017 من الساعة 8:45 صباحاً وحتى الساعة 2:40 ظهراً. على للراغبين بالحضور إرسال معلومات الاتصال الخاصة بهم وسبب رغبتهم في الحضور على البريد الإلكتروني Nouwar.A@shoman.org.jo وسيتم التواصل مع المشاركين وذلك لمحدودية المقاعد.